خفايا الصراع بين الموساد وحزب الله في إفريقيا

في قلب القارة الإفريقية، تتصاعد بهدوء حدة المواجهة بين جهاز الموساد الإسرائيلي وميليشيا حزب الله اللبنانية، في صراع غير معلن يتقاطع فيه الأمن والاستخبارات مع الاقتصاد والتمويل. وتُعد دول غرب إفريقيا مسرحًا رئيسيًا لهذه المعركة الخفية، حيث تتنافس الشبكتان على النفوذ، وسط بيئة خصبة للتجارة غير المشروعة وغسيل الأموال.

يعتمد حزب الله على تمويل نقدي يأتي بالأساس من الجالية اللبنانية المنتشرة في إفريقيا، لا سيما في دول مثل ساحل العاج والسنغال ونيجيريا، إلى جانب أنشطة غير قانونية كتهريب الألماس والمخدرات. وتظهر عمليات الضبط الأخيرة في مطار بيروت ضعفًا متزايدًا في قدرة الحزب على تأمين تمويلاته التقليدية، وسط تصاعد العقوبات الدولية.

في المقابل، تعمل إسرائيل عبر الموساد على مواجهة تلك الشبكات من خلال شركات أمنية خاصة متخصصة في الأمن السيبراني وتقنيات المراقبة، مستغلة وجود جاليات لبنانية في مدن إفريقية كبرى مثل أبيدجان، لتقويض قدرات الحزب وتعطيل خطوط إمداده، وفق وسائل إعلام لبنانية، الثلاثاء 1 يوليو 2025.

وتكشف تقارير وزارة الخزانة الأمريكية عن شبكة مالية لحزب الله في إفريقيا تضم أكثر من 50 شخصية تعمل من خلال شركات وهمية، ويُقدر حجم عمليات التهريب والتمويل غير المشروع بمئات الملايين من الدولارات سنويًا، مع دعم مستمر من طهران.

المواجهة بين الطرفين في إفريقيا ليست فقط أمنية، بل استراتيجية، تسعى من خلالها إسرائيل إلى تحجيم تمدد إيران وحزب الله، بينما يسعى الحزب لتثبيت موارده ومجالات نفوذه بعيدًا عن الساحة اللبنانية. في هذه الرقعة غير المرئية من الصراع، تتحول إفريقيا إلى ساحة بالغة الحساسية في معادلة الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *